بيان راس السنة الاشورية 6767

 

بيان راس السنة الاشورية 6767
في الأول من نيسان من كل عام يخرج الآشوريون في كل مكان إلى أحضان الطبيعة لكي يحتفلوا برأس السنة الآشورية و قدوم الربيع حيث الأمل و التجدد في الحياة بما يُملي عليهم موروثهم الحضاري الذي استمر باستمرارهم على وجه الخليقة بالرغم من المآسي التي لحقت و ألمّت بهم عبر مسيرتهم الشاقة في سبيل البقاء و الوجود ، فكلما كانت الظروف بما تحمله من قهر و استبداد قوية كلما زاد اصرار هذا الشعب على خيار البقاء ،و هكذا قُدِّر له أنْ يعيش منذ سقوط الامبراطورية وحتى هذه اللحظة .
ايتها الاخوات …أيها الأخوة 
لم يكن التاريخ ليَعهَدَ شعباً أو امةً عانت أو قاست عبر تاريخها الطويل مثلما قاس شعبنا و أمتنا الآشورية ، و هذا لا يعني أننا نُسقِطُ من التاريخ مأساة الأمم التي عانت بشكل أو بآخر ، إلا أن معاناة الشعب الآشوري من الوسط الذي يُحيط به كانت ترتكز و تتجلّى بأشكالٍ عدة ، وتتمَحوَر حول محورين أساسيين من التمايز، جعلته يدفع الثمن غاليا من جرّاء هذا التمايز المتمثّل بالجانب القومي و الديني ، فحلّت عليه الويلات و المذابح على يد جميع الأمم و الأثنيات التي عاش في ظلها و دون استثناء ، فلقد نالت منه الحكومات العثمانية و الايرانية و العربية و البعض من العشائر الكردية التي كانت أداة في أيدي تلك الحكومات ،و حتى الدول الاستعمارية التي اجتاحت المنطقة لم ترأف يوما تحت أيِّ مسمى بحال هذا الشعب على الرغم من أنها استثمرته أبشع استثمار و هنا علينا أن لا ننسى خيانة البريطانيين و حتى الفرنسيين لهذا الشعب الذي حاول المستحيل على قدر معاناته أن يتلمّسَ طريق الحرية ما بين الخيبة و الرجاء .
ايتها الاخوات ….ايها الأخوة 
ليس حاضرنا بأفضل مما مرَّ عليه حالُ أجدادنا .. فمازال التاريخ يُعيد نفسه بوجوه مختلفة لكن على أرضيات متشابه تمتلك نفس الحاضنة الشوفينية و تستنير بفكرٍ قمعي استبدادي وتكفيري ظلامي و تحت اشراف دول اقليمية و دولية و في غياب تام و مقيت للشرعية الدولية التي باتت تستبيح كل أنواع الابادة و القتل الجماعي حتى باتت شريعة الغاب المصدر الأول و الأخير في التعامل مع مأساة المكونات الاصيلة المتمثلة بالشعبين الآشوري و اليزيدي في المجتمعين العراقي و السوري تلك المكونات التي ليس لها أية حماية في خضم الصراع الطائفي و القومي الدائر ما بين المكونات الأكثرية للشعبين السوري و العراقي ، وإن ما جرى في سهل نينوى وسنجار و الخابور من قتل و تشريد و إبادات جماعية للشعبين الآشوري و اليزيدي لهو خيرُ دليل على أن هناك قوى محلية ضمن المجتمعين السوري والعراقي تتموضع خلف الكثير من الاقنعة لكي تمارس سياسة الأرض المحروقة بغية افراغها من السكان الأصليين حتى يتسنى لها تحقيق مآربها الاستيطانية على حساب حقوق الغير و كل ذلك يحدث أمام انظار المجتمع الدولي و انظار الحكومات العراقية و السورية تلك الحكومات التي سلمت تلك المكونات لقمة سائغة لعدوٍ مفترض ووهمي من الخارج لكنه من الداخل كان واضحاً وضوح الشمس ، لأن أعماله الوحشية و تصرفاته القمعية تؤكد بأنه الأبن الشرعي لأحزاب و تنظيمات شوفينية شمولية وتنظيمات تكفيرية ظلامية تؤمن بمبدأ الصهر والتكفير ولا تقبل مفهوم الآخر أو حتى التعايش معه 
أيتها الاخوات …ايها الأخوة 
إن مأساتنا ما زالت طويلة ومستمرة وحتى أنها باتت أكبر من طاقاتنا ، و ليس بمقدور أي واحد منا سواء على مستوى التنظيمات أو المؤسسات القومية و الدينية أن يتحمل هذه المسؤولية بمفرده ، وليس أمامنا سوى أن نتكاتف جميعا و دون استثناء ، و أن نبتعد عن مفهوم الاقصاء لأن فيه يكمن الدمار , لذلك على كل فرد من هذا الشعب أن يمارس كل ما في وسعه و على مختلف الأصعدة و الاتجاهات ، و أن يتجرد من ظاهرة الأنا حتى تكون جهودنا موحدة في خدمة قضية شعبنا الآشوري .
و في النهاية إننا في الحزب الآشوري الديمقراطي نهنئ شعبنا الآشوري في كل مكان بعيد رأس السنة الآشورية 
متمتين له سنة مباركة وسنة وئام ومحبة وسلام في ارضنا التاريخية سوريا والعراق بشكل  خاص و أن يعم السلام والمحبة في العالم بشكل عام .ونتمنى لكل الشعوب المقهورة في العالم أن تتخلص من كل أنواع الظلم والإرهاب الديني و الديكتاتورية ، حتى يكون الربيع في ذاكرتنا التاريخية و حياتنا متمثلاً بأغصان الزيتون في شهر نيسان 
الوطن في 1 ــ 1 ــ 67677 آشورية 
الموافق في 1 ــ 4 ــ 2017 ميلادية
الحزب الاشوري الديمقراطي
المكتب السياسي

 

 



Comments are closed.