بيان يوم الشهيد الاشوري ٢٠٢٤

بيان يوم الشهيد الاشوري ٢٠٢٤

يختلف مفهوم الشهادة باختلاف الثقافات حول العالم ، حيث تحتل الشهادة مرتبة مرموقة عند اغلب الشعوب و الأمم باستثناء الأمة الاشورية التي رفعت الشهادة لمنزلة القداسة و جعلتها قضية لا تسقط بالتقادم و لا تزول بمرور الزمن لأنها ظلت و ستبقى محفورة في ذاكرة الشعب الآشوري الذي أُريقت دماء أبناءه على مذبح الحرية منذ سقوط نينوى و حتى يومنا هذا ، حيث تصارعت على أرضه القوى الاقليمية دوما و تناوبت عليه أمم و ممالك سعت دوما لمحو ما تبقى منه لضمان أن لا يبقى من أبناءه من يطالب باسترجاع الحقوق و الأرض لأصحابها كما تنص الشرائع و القوانين الأخلاقية إن وجدت .

كان قدرا على أمتنا الاشورية أن تبذل من دماء أبناءها قرابين الحرية طوال قرون من الزمن ، فكانت تلك الدماء الزكية ما يمنحنا روح الحياة حين تلوح أمام أعيننا قوافل شهداء أبرار لم يرتكبوا يوما إثما يستوجب كل هذه الدماء فكان الشهداء نجوما تنير دروب الحياة بأضواء الشموخ و الإرادة الحية و التصميم الدائم على الانبعاث من رحم الموت و الانبثاق من عمق المآسي و النكبات الكثيرة حيث تبقى مذبحة سيميل ذلك المنعطف الأخطر و الكارثة الأكبر التي ستبقى منارة للأجيال القادمة كل حين .

يا ابناء شعبنا الاشوري العظيم

تأملنا أن يطل علينا يوم الشهيد الاشوري هذا العام حاملا معه بشائر الخير على أبناء شعبنا في الوطن و المهجر و لكن ما نراه من استمرار الحروب و الصراعات يخنق براعم الأمل بسلام يظلل البشرية .

تأمل الجميع انتهاء الحرب الروسية الاوكرانية و لكنها ما زالت تنذر بحرب عالمية ثالثة ،كما توقعنا انتهاء الحرب في غزة لنتفاجىء باتساع رقعتها لتطال سوريا و لبنان و دولا أخرى ، كما تأملنا هدوءا في العراق لتبدأ المناوشات التركية و القصف على قرى ابناء شعبنا الاشوري في شمال العراق . و برغم كل هذه التوترات السياسية الا ان هناك من يتوقع مزيدا من الاستقرار السياسي في العالم بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية و التطورات الاخيرة في العلاقات الدولية و التي قد تؤدي لانسحاب القوات الاجنبية عن سوريا و جلوس الاطراف المتصارعة على طاولة الحوار بعد أن دفع شعبنا الاشوري في سوريا ثمنا باهظا أدى لتهجير غالبية الاشوريين من سوريا بعد الثالث والعشرين من شباط ٢٠١٥ و مازال النزيف مستمرا و ما زال الأمل حاضرا ليوم يسود فيه الحل السياسي و الدستوري و حلول السلام على عموم سوريا ليعود الاشوريون من جديد ليجددوا الحياة لقراهم المنكوبة .

إننا في الحزب الاشوري الديمقراطي ما زلنا نراهن على الوعي السياسي الداخلي لكل المكونات التي تشكل النسيج الاجتماعي المتميز في سوريا و العراق ، كما نحاول دوما أن نساهم في خلق قوة اشورية موحدة في الوطن و المهجر تناضل لأجل نيل حقوق شعبنا الاشوري دستوريا في وطن جامع موحد يتسع للجميع ، لهذا يبادر الحزب الاشوري الديمقراطي دوما لاذابة الجليد بين مكونات المؤسسة السياسية الاشورية ، و يحاول تدوير الزوايا و تقريب وجهات النظر و توحيد الجهود لفعل شيء يليق بحجم التضحيات الكبيرة التي بذلتها الامة الاشورية.

وفي الختام  نتقدم في هذا اليوم المميز في التقويم الاشوري بتهانينا و تبريكاتنا لكل اخوتنا في الحزب الآشوري الديمقراطي بمناسبة الذكرى السابعة و الاربعين لتأسيسه  و نتمنى للجميع النجاح و التوفيق دوما ، و ندعو الجميع للعمل الصادق الأمين كل في موقعه و مكان تواجده لأجل قضيتنا الاشورية تبجيلًا للدماء الطاهرة التي سفكت لنستمر الى يومنا هذا.

المجد و الخلود لشهدائنا الابرار و الخزي و العار للقتلة المجرمين.

الحزب الاشوري الديمقراطي

الهيئة التنفيذية

٧ آب ٦٧٧٤ اشوري

٧ آب ٢٠٢٤ ميلادي



Comments are closed.