بيان لمناسبة الذكرى الاربعين لتأسيس الحزب الاشوري الديمقراطي

بيان لمناسبة الذكرى الاربعين
لتأسيس الحزب الاشوري الديمقراطي
ايتها الاخوات .. ايها الاخوة
في السابع من آب عام 1977 تأسس الحزب الآشوري الديمقراطي كضرورة قومية وتاريخية نتيجة عقم الأفكار الطوباوية المطروحة على الساحة النضالية الآشورية من حيث تأقزمها من جهة، وديماغوجيتها من جهة أخرى، ما أدّى إلى تفاقم وتأزّم الأوضاع داخل المجتمع الآشوري، لأن الذين كانوا وراء هذه الأفكار المغلوطة لم يتمكنوا تلمّس الواقع الموضوعي للشعب وتحسّس معطيات الزمن، والإحاطة بالقوى الكامنة في صميم الجماهير، والارتقاء إلى المسؤولية التاريخية، بل مارسوا نضالهم من فوق المنابر والمؤتمرات بعيداً عن الشعب الذي يدّعون تمثيله، أو من خلال مفاهيم أهل الكهف، ومن خلال نظريات جامدة في ثلاجة التاريخ. مستلذون بمضغ لبان أحلام اليقظة دون البت في المسائل الجوهرية التي يفرضها الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والجغرافي للشعب الآشوري، بجميع مذاهبه الدينية، متناسين بأن الأحلام وحدها، مهما تكن برّاقة وجذابة، لا تشكّل عقيدة وإيديولوجية متكاملة إذا لم تقترن بالرؤية السياسية الواضحة، وبالعمل الخلاق، وبخبرة الجماهير ذوي الأفكار الطليعية.
في خضم ذلك الضباب السياسي نشأ الحزب الآشوري الديمقراطي مجسّداً، منذ نشأته، أفكار الشعب وتطلعاته في البرنامج السياسي الذي صاغه وأقرّه المؤتمر الأول للحزب المنعقد في أواخر تشرين الثاني عام 1977، والذي كان عبارة عن تطلعات الحزب وأهدافه ومبادئه. وتتالت مؤتمرات الحزب لتؤكد على المضي على ذات النهج الذي اختطه الحزب منذ تأسيسه آخذاً بعين الاعتبار الظروف والأوضاع الشاذة التي يمر بها شعبنا وبشكل خاص في كل من العراق وسوريا. رافضاً رفضا قاطعا التعاون في أي مجال مع (خونة الوطن) الذين لم، ولن يتوانوا في تمزيق جسم وطننا وتفتيته من أجل تحقيق مآربهم الشخصية على حساب مستقبل شعوبهم وشعوب المنطقة بأسرها.
وصاغ المؤتمر الأول للحزب النظام الداخلي. وقد حدّد فيه الأسس والشروط التنظيمية للحزب، مؤكداً فيه على التقيد الصارم بمبدأ القيادة الجماعية مع المسؤولية الفردية، وذلك من أجل الوقاية من التصرفات الشخصية في سبيل اتخاذ قرارات مدروسة ومعللة. منبّهاً، بحزم، إلى ممارسة النقد والنقد الذاتي داخل الجهاز الحزبي وعلى مختلف المستويات، مدركاً بأن غياب النقد سيؤدي إلى السكوت عن النواقص والأخطاء والتحدّث دائما عن المنجزات، وسينتشر التزلف والتملق وإغداق المديح على من هم في المراتب العليا، وسيتشكل حول القيادة هالة من العصمة تجعلهم في منأى عن النقد. وسينسلخون، تدريجياً، عن أصول الحياة الحزبية ما يؤدي إلى نوع من الفوضى والاستهتار يفضي، بالتالي، إلى عواقب وخيمة
ايتها الاخوات .. ايها الاخوة.
لقد انطلق حزبنا، منذ تأسيسه، من آلام وجراح شعبه، وهو بذلك يحمل بكل فخر واعتزاز وتفان مهام تضميد وبلسمة تلك الجراح، فكان يوم تأسيسه في يوم عيد الشهداء الآشوريين في السابع من شهر آب. وهو بذلك قد نذر نفسه شمعة على مذبح قضية شعبه، وأخذ على عاتقه مهام وقدسية تحقيق أحلام وأماني اولئك الشهداء البررة الذين امتزجت دماءهم بتراب الوطن ذوداً عن كرامة شعبهم وقضية أمتهم.
وقد أدرك الحزب بأن جيل الشباب، وخاصة الطلاب منهم، هو الوقود الذي لا بد منه لدفع عجلة الحزب إلى الأمام. وهو النبع الذي يستمد منه الحزب قوته وحيويته باستمرار، لأن جميع تجارب الشعوب والأمم قد أثبتت بأنه لا توجد حركة تحرّر واحدة في العالم قد تمكنت من تحقيق أهدافها دون الاعتماد على عنصر الشباب. ومثلما لايستطيع أي قلب أن ينبض باتزان بدون تدفّق دماء جديدة إليه كذلك لايستطيع أي تنظيم سياسي الاستمرار والبقاء على قيد الحياة بدون كادر شبابي، لأن للشباب قدرة هائلة على وضع مصلحة الحزب فوق أي امتيازات أخرى، وكذلك تفضيل القضية على الذات.
وقد أولى الحزب أهمية كبرى لدور المرأة في مجتمعنا الآشوري، مؤكداً بأن نضال المرأة يتلازم طرداً مع نضال الرجل وعلى جميع الأصعدة والمستويات، وفي كل الاتجاهات. وقد حاول تقديم العنصر النسائي الكفوء إلى مناصب قيادية داخل الجهاز الحزبي.
واليوم، وبمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس حزبنا نتوجه إلى كافة أبناء شعبنا الآشوري في كل مكان بتحية نابعة من عمق أعماقنا وأصالتنا ووجداننا الآشوري الملتصق بجذورنا الأصيلة والأصلية في وطن الآباء والأجداد (أرض آشور) داعيين كل الأحزاب والتنظيمات السياسية العاملة على الساحة الآشورية نبذ خلافاتها، والسعي إلى إيجاد صيغة للتفاهم فيما بينها في سبيل القضية القومية المقدسة بعيداً عن الارتجالية والعواطف الآنية، مع الأخذ بعين الاعتبار تجارب الدروس السابقة التي بُنيت على الرمل وذهبت أدراج الرياح.
إن سياسة الحزب الآشوري الديمقراطي تقوم على الانفتاح على الجميع بصدق وشرف وكرامة، وضمن الحرية في العمل والتحرك لمعالجة مختلف المواضيع بروح المسؤولية التاريخية، ومتابعة التطورات المحلية والعالمية والتصرّف على ضوء هذه التطورات، وما يناسب مصلحة الشعب الآشوري بجميع مذاهبه. واتخاذ المواقف السياسية المناسبة للحفاظ على هدفنا الأساسي، والسعي لتوطيد العلاقات مع المراجع المعنية وليس مع الجهات المشبوهة أو الدخيلة.
علينا أن نحاول، ونكرر محاولات التفاهم في العمق والجوهر بكل صدق وطهارة الآشوريين المخلصين الأوفياء لنلتف جميعا حول (رؤية سياسية وقومية جديدة واحدة وموحدة) لنستطيع القيام بالدور الريادي لنضال شعبنا من أجل إقرار وجوده الإنساني، وتحقيق أهدافه القومية والسياسية المشروعة على أرض الآباء والأجداد (أرض آشور المقدسة) التي يحاول الغرباء سحبها من تحت أقدامنا، ويساهم بعض أهل البيت مساهمة كبيرة بذلك.
المجد والخلود لشهداء أمتنا الأبرار
وعاشت قضية شعبنا الآشوري العادلة.
المكتب السياسي
للحزب الآشوري الديمقراطي



Comments are closed.