بيان بمناسبة عيد الشهيد الاشوري

بيان

بمناسبة عيد الشهيد الاشوري .

يا أبناء شعبنا الاشوري الأبي!

يحتفل شعبنا الآشوري في كل بقاع العالم، في السابع من أب من كل عام، بعيد الشهيد الآشوري مستذكراً المآسي والويلات والإبادات الجماعية التي لحقت به عبر مسيرته التاريخية الطويلة مثبتاً بذلك إرادته وعزيمته في البقاء والوجود، وحقه في العيش بكرامة في أوطانه الأصلية عنواناً لديمومة أمة عريقة والتي ما تزال تعاني الاضطهاد والقتل والتهجير والتشريد والتآمر على أماكن تواجدها، وبخاصة بعد انتشار الفكر التكفيري والظلامي نتيجة الفكر القومي الدخيل على أرضه التاريخية متسائلا ومنتظرا انتهاء مسلسل الإبادات البغيض، وإدراك الجميع بأننا أبناء هذه الأرض، وأن انهيار الأرض وسقوط السماء لهو أهون من إبادتنا ومحونا من الوجود.

يقف الآشوريون، في هذا اليوم الأغر، وقفة عز وافتخار وشموخ وإباء يحيون ذكرى كل المظالم والمجازر والاضطهادات التي مورست بحقهم على مر التاريخ ليس إثارة  للكراهية والضغائن والأحقاد بل دعوة ليتحمل الجميع مسؤولياتهم الأخلاقية ضمن قيم الحضارة والإنسانية التي يدعونها.

أيتها الاخوات… أيها الإخوة!

إن الحزب الآشوري، ومنذ تواجده على الساحة القومية والسياسية، كان يتّخذ منهجا عقلانياً وواقعيا بمجمل التغييرات السياسية التي اجتاحت المنطقة وخاصة ما بعد عام 2003 حيث بدأت ملامح الشرق الأوسط الجديد تظهر، وبشكل واضح، على مجريات الأحداث السياسية. تلك الملامح التي تتسم بالصراعات الإقليمية، ومن ضمنها مصير الشعب الآشوري في ظل تلك الصراعات والمشاريع المشبوهة التي تظهر بين فترة وأخرى، والتي تنال من وجود وحقوق هذا الشعب. وكان آخرها مسألة الاستفتاء في شمال العراق، وتأسيس دولة كردية على أرض آشورية وما يرافقها من اجراءات تغيير ديموغرافي، واستخدام الأساليب التعسفية للوصول إلى ذلك… ومن هنا ندعو كافة أبناء الشعب الآشوري، وبمختلف طوائفه وتنظيماته ومؤسساته، أن يقف صفاً واحدا في وجه هذه المخططات غير الحضارية، والتي تتناقض مع مواثيق الأمم المتحدة التي تمنع وتحذر من الاحتلال والاستيلاء على أراضي الغير باستخدام القوة. إن موقفنا هذا لا يلغي إيماننا بحق الشعوب في تقرير مصيرها على أرضها التاريخية، ولكن على أسس قانونية وتاريخية تثبت أحقيتها وشرعيتها بموجب مواثيق ترعاها الأمم المتحدة وليس على أراض محتلة لشعب أصيل متجذّر في أعمق أعماق التاريخ باعتراف كل العالم.

أيتها الاخوات… أيها الإخوة!

لا يخفى على أحد أن الأحداث التي عصفت بوطننا، سوريا، جعلت من الشعب الآشوري لقمة سائغة بين أنياب الآخرين. فالجميع، وبدون استثناء، قد مارسوا أبشع أنواع الوسائل والأساليب ضد هذا الشعب ليتعرض، نتيجة ذلك، إلى ذلك المصير الشنيع الذي اجتث جذوره من الأرض التي جعل منها واحة حضارية في صحراء قاحلة، وكل ذلك أمام أنظار الحكومة والمعارضة على حد سواء.

إننا في الحزب الآشوري الديمقراطي، ومنذ بداية الأزمة السورية، كنا ولا زلنا نمارس لغة الحكمة بعدم الانجراف في أي معادلة تستقدم الخارج لتدمير الوطن، وقتل الشعب السوري. وأن ما فعلته كافة الأطراف كانت غايتها تحقيق أجندات غريبة عن آمال وتطلعات الشعب السوري. ولقد أثبتت الأحداث، وبعد سنوات سبع وعلى لسان الجميع ومن خلال النتائج على الأرض، أن كافة الأطراف المتصارعة كانوا أداة في أيدي غرباء توارثوا الضغائن والأحقاد على امتداد أحقاب تاريخية موغلة في القدم، وليس للسوريين ولأرضهم أي علاقة بها لا من قريب أو بعيد. لذلك، ومن هذا المنطلق، إننا في الحزب الآشوري الديمقراطي ندعوا كافة الفرقاء السوريين تحديداً أن يجلسوا إلى طاولة الحوار الأخوي الخلاق، غير مكشرين عن أنياب الجوار، ولامتوشحين بدروع الكبار الذين لايربطهم بتاريخ وأرض سوريا أي رابط وطني أو قومي أو وجداني لأنهم حلوا، جميعا، على أرض سوريا والعراق قادمين من مجاهل الصحراء رافعين الرايات السوداء وتلعلع في أياديهم السيوف التي تتقاطر منها الدماء.

أيتها الاخوات… أيها الإخوة!

كما أننا، في هذا اليوم المجيد، نحي الذكرى الأربعين لتأسيس حزبكم، الحزب الآشوري الديمقراطي، الذي انبثق من عمق المعاناة الآشورية ليخدم قضية شعبه العادلة، ويستجمع القوى لإثبات الذات الآشورية الأصلية والأصيلة.

نحتفل اليوم بمرور أربعين عاما من النضال الصامت المعطاء، نضالا رسخ مفاهيم الهوية الآشورية، وأنشأ أجيالا من الشبيبة الآشورية التي نؤمن، إيماناً راسخا، بأنها هي التي ستواصل النضال بكل عزيمة وتفانٍ وإخلاص وإصرار وتصميم.

الوطن في :6/5/6767 آالموافق : 6/8/2017 م .

المجد والخلود لشهداء شعبنا الاشوري العظيم وأوطاننا

الحزب الاشوري الديمقراطي

المكتب السياسي

 

 



Comments are closed.