بيان بمناسبة رأس السنة الآشورية 6768
أيتها الجماهير الآشورية العظيمة
بقلوب يعتمرها التفاؤل و يلفها وشاح الأمنيات نفتح اليوم ذراعنا لاستقبال الأول من نيسان ، حيث تتجدد الطبيعة معلنة بدء مواسم الخير و العطاء و يشرق الأمل في نفوسنا بغد آشوري مشرق تتحقق فيه ذاتنا الآشورية التي تتوغل جذورها في عمق أرض آشور الطاهرة التي نهلت من قيم حضارتها و معارفها و علومها كل الأمم يوم كانت الحضارة الآشورية شمسا مشرقة بحضارتها و مدنيتها .
نعيش لحظات هذا اليوم المقدس و كأن التاريخ يعيد نفسه بكل جلالته و عظمته فيزداد افتخارنا بذاتنا و هويتنا الآشورية العريقة.
ايها الشعب الآشوري العريق
سبع سنوات مرت على بداية الأحداث في سوريا ، و أن كنا نذكر سوريا اولا فلأن ما حدث فيها كان بداية لمعادلات التغيير التي عصفت بالواقع الآشوري ، و كانت عودة لظاهرة التهجير الديموغرافي و التطهير العرقي للاشوريين في الوطن .
إن ما حدث في سوريا كان تصفية لحسابات القوى العظمى و صراعا لمنع ظهور القطب الغائب المتمثل بروسيا و المدعوم من دول بريكس ، و كعادة الصراعات العظمى فإن الشعوب الأصلية هي من يدفع الثمن ، تهجيرا و تنكيلا و قتلا ، لذا فإن موقفنا من الأزمة السورية كان يصب دوما في خانة الموقف الوطني المتمثل بالانحياز دوما لصالح الوطن و الشعب بعيداً عن سجالات التأييد و المعارضة لنظام حاكم أو ثورة مزعومة ،بل كان دوما قريبا من تأييد الوحدة الوطنية و صيانة حقوق الجميع تحت مظلة دستور وطني لا يبخس حق احد و لا يقسم الشعب الواحد إلى أقليات و اكثريات ،و مذاهب و قوميات متناحرة متنافرة ، كما كان موقفنا دوما معارضا لمشاريع التقسيم و رافضا للتدخلات الدولية في الشأن السوري و النأي بسوريا بعيدا عن صراعات القوى العظمى ، و قد طرح الحزب الآشوري الديمقراطي مقترحات كان من شأنها أن تكون نواة للحل السياسي السلمي في سوريا بعيدا عن كل ما اريق من دماء على الأرض السورية.
ايتها الاخوات …. ايها الاخوة ان تجربة العراق في الديمقراطية كانت وبالا على الامة الاشورية ، حيث تمخضت عن دستور طائفي هضم حقوق جذر واساس العراق (الاشوريون ) وانبت العديد من التنظيمات التكفيرية واخرها ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) الذي اجتاح بقية اماكن تواجد شعبنا الاشوري فيما يسمى سهل نينوى مكملا تفريغ العراق من ابنائه الاصلاء مثبتا فشل الحكومات المتعاقبة والمسماة بالديمقراطية في حماية ابناء شعبنا الاشوري في ارضه التاريخية وتهجير اكثر من ثلثي الاشوريين ما يستوجب الحاجة الى حماية دولية واقليم خاص في العراق الفيدرالي الحالي سبيلا وحيدا لتعزيز الوجود القومي الاشوري ومشاركته في بناء العراق الحديث . ايتها الاخوات … ايها الاخوة
إن ما يؤلم حقا و بعد ما حل في الوطن أن ثلاثة أرباع الشعب الآشوري قد اضحى متواجدا في بلدان الشتات ، و من ظل صامدا في أرضه بقي ولا زال مستهدفا ، و ما يؤلم اكثر حالة التفرقة التي تشهدها الساحة السياسية الآشورية في الوطن و المهجر ، حيث لم تستطع كل هذه المآسي من تقريب وجهات النظر و توحيدها ، و لم تعر اهتماما أن الجميع بدون استثناء في خطر حقيقي سيكون ثمنه كبيرا في المستقبل القريب اذا استمرت حالة التشرذم السياسي هذه الى ما لا نهاية و ان لاحت بين الفينة و الأخرى محاولات متواضعة لتوحيد الصف الآشوري تحت ولاء واحد هو حقوق الشعب الآشوري في أرضه التاريخية و رفع التجاوزات عنه و ضمان وجوده مكونا أصيلا تتفاخر فيه كل الدول التي يعيش فيها.
لذا ينادي الحزب الآشوري كل أقطاب المؤسسة السياسية الآشورية لتوحيد الجهود و الخطاب السياسي بعيدا عن ولاءات زائلة لا وطنية ، و يدعو لمزيد من التوحد في زمن الشتات و لمزيد من الفعل في عصر الخطابات و المنابر ، كما يدعو للتكاتف بين المؤسسات الدينية و الاجتماعية والاعلامية و الخيرية و منظمات حقوق الإنسان الآشورية و الشخصيات المستقلة و الكوادر الشعبية و الابتعاد عن حالة التشهير و التخوين التي لا يحصد زيوانها سوى الآشوري وحده ، كما يدعو كل الأحزاب السياسية الآشورية أن تكون جسرا بين الوطن و الشتات و أن تعمل من أجل القضية الآشورية من المهجر بفاعلية أكبر و اصدق و إيصال الصوت الآشوري الى المنابر العالمية لنيل التأييد العالمي لقضية الشعب الآشوري المحقة.
ختاما نعايد كل أبناء الشعب الآشوري في العالم بمناسبة السنة الآشورية الجديدة 6768 و أعياد الفصح المجيد و نتمنى أن تكون سنة خير على كل الأشوريين و أن تشهد عودة السلام لسوريا و العراق و أن تشهد ايضا عودة الآشوريين الى مناطقهم لإعادة إعمارها و المشاركة في بناء أوطانها ، كما يتوجه بالتحية لكل المؤسسات التي تعمل في الوطن و المهجر من اجل أبناء شعبنا الاشوري الصامدين في أرضهم و كذلك التشكيلات المسلحة التي تحميهم و ننحني اجلالا و إكراما أمام أرواح شهداء الشعب الآشوري .
كل عام وانتم بالف خير
الوطن 1/1/6768 آشوري
المصادف 1/4/2018 ميلادي