بيان الحزب الآشوري الديمقراطي بمناسبة يوم الشهيد الآشوري والذكرى السنوية لتأسيس الحزب – 7 آب 2025

“الدم الذي يُسفك من أجل الهوية لا يُمحى، بل يتحوّل إلى ذاكرةٍ جماعية ترفض الموت وتطالب بالحقيقة.”
في كل عام، يحمل السابع من آب في وجدان الآشوريين معنى مضاعفًا، إذ تتقاطع فيه قداسة الشهادة مع إرادة التنظيم السياسي. ففي هذا اليوم بالذات من عام 1977، تأسّس الحزب الآشوري الديمقراطي ليكون امتدادًا واعيًا لذاكرة الشهداء، وترجمة عملية لصرخة شعبٍ قرر أن ينقل قضيته من ميادين الألم إلى ساحات الفعل.
إن تزامن تأسيس حزبنا مع يوم الشهيد الآشوري لم يكن مصادفة زمنية، بل فعلًا مقصودًا وواعياً، يؤكد أن دماء الشهداء ليست نهاية، بل نقطة بداية لمشروع سياسي تحرّري، ينطلق من المأساة ليبني الأمل، ويحوّل الوجع إلى وعي، والذكرى إلى قرار.
يوم الشهيد الآشوري ليس مناسبة عاطفية، بل وقفة مواجهة مع التاريخ والحاضر، حيث نستعيد ما جرى من مجازر، مثل سميل 1933 وسيفو 1915، وسائر محطات الإبادة والتطهير، لا باعتبارها مآسي فقط، بل كجزء من محاولة مستمرة لمحو الشعب الآشوري من الجغرافيا والذاكرة السياسية للمنطقة. لكن، ما لم يُدركه الجلادون، هو أن الهوية الآشورية ليست مجرد بقاء مادي، بل هي مشروع حضاري متجذّر، يرفض الفناء ويتمسك بحقه في الحياة كشريك أصيل في هذه الأرض.
وفي هذا اليوم، نُجدّد العهد مع الشهداء، ونُجدّد الالتزام بمسؤوليتنا كحزب سياسي، وكمؤسسة قومية نشأت من رحم النكبة، لتكون لسان حال شعبٍ لا يزال يطالب بالعدالة، والاعتراف، والكرامة.
وإذ تمرّ منطقتنا بتحوّلات مصيرية، فإن تغييب الشعب الآشوري من المعادلات السياسية في سوريا والعراق، وحرمانه من التمثيل والحماية والاعتراف، يجعل من مطلب العدالة الانتقالية، والاعتراف بالإبادة الآشورية، وإعادة الاعتبار لحقوق شعبنا، أولويات لا تقبل التأجيل.
وإذ نُحيي هذه المناسبة الخالدة، نؤكد
أن تقاطع يوم الشهيد الآشوري مع يوم تأسيس الحزب هو التزام أخلاقي وسياسي دائم بأن نبقى أوفياء لتضحيات شعبنا، وأن نحمل مسؤولية تحويل الألم إلى مشروع وطني جامع ،و أن المجازر بحق الآشوريين يجب أن تُدرج ضمن السردية الرسمية في سوريا والعراق، لأن الدول التي لا تعترف بجرائمها لا يمكن أن تبني مستقبلًا ديمقراطيًا حقيقيًا. لذا فأننا نطالب بعقد اجتماعي جديد في سوريا والعراق، قائم على المواطنة المتساوية، والاعتراف بالمكونات القومية كشركاء في الوطن، لا كأقليات مستضعفة.
و أن التمكين الذاتي للآشوريين في مناطقهم التاريخية، ضمن إطار دولة ديمقراطية لامركزية، هو السبيل الوحيد لضمان وجودهم المستقبلي بشكل عادل ومستقر.
و أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، مدعو لتجاوز الإغاثة المؤقتة نحو لعب دور حقيقي في ضمان الحقوق القومية وصون التنوع الإنساني في المشرق.
يا أبناء أمتنا الآشورية،
إن الوفاء للشهداء يعني بناء مشروع سياسي معاصر، يحفظ الذاكرة دون أن يُحبس فيها، ويخوض المعركة الديمقراطية من موقع الشراكة لا الاستجداء. فلنُجدّد العهد مع دماء من سبقونا، ولنحوّل السابع من آب من يوم حزن إلى يوم فعل واستنهاض قومي.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الحرية لشعبنا الآشوري في وطن يعترف به ويصون مستقبله .
الوطن في : 7/5/6775 اشورية
الموافق : 7/8/2025 ميلادية
الحزب الآشوري الديمقراطي
الهيئة التنفيذية


Comments are closed.